العراق .. حرب جديدة أم مجرد مراوغة سياسية !

العراق .. حرب جديدة أم مجرد مراوغة سياسية !

جاءت سيطرة تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام المعروف باسم داعش بمثابة سابقة في تاريخ التنظيمات المتشددة، بأن يتمكن تنظيم حديث النشأة أسس في العام ألفين وستة أن يسيطر على ثاني أكبر وأهم مدن العراق. بيد أن السيطرة لم تكن مفاجأة إلا لأولئك الذين لم يلتفتوا إلى المشهد في العراق إلا بعد هذا الإعلان؛ فداعش ووفق إعلاناتها المتتالية تحضر منذ فترة لهذه العملية التي وصفتها بـ ” بركات الشهر الكريم ” في إشارة منها لشهر رمضان.

لكن ثمة تساؤلات حول الإدارة السياسية والأمنية من قبل الحكومة العراقية لردة الفعل على هذا الهجوم في ظل تأزم وصراع سياسي محتدم بين حكومة المالكي ومعارضيه من العرب السنة .

سوريا والعراق وتطييف الصراع

منذ اندلاع توابع الثورة السورية وكثيرون يتحدثون عن حرب طائفية مزمعة جر فيها النظام السوري معارضيه إلى صدام طائفي كي يواري خطاب التحرر من استبداده، والذي انتهجته المعارضة بادئ ذي بدئ، بخطاب التطييف الذي لاشك يفرغها من مضمونها ويضمن له دعما إقليميا ممتدا من حلفائه؛ لاسيما وأن السياسة الدولية تعلمك في مبادئها الأولى أنه إذا احتدم الصراع فافتح بابا للفئران لتدخل الحقل، في إشارة إلى الفوضى التي أحيانا ما تأتي بثمارها عندما تعجز قوى التأثير الإقليمية عن فك عقد المشهد وتشابكاته .

لم تكن سوريا أرضا خصبة لمواجهة طائفية سنية شيعية بالقدر الذي يجعل الجغرافيا السياسية لذلك البلد مبني على هذا الأساس والذي يصب في مصلحة بعض القوى التي تريد أن تزاحم النفوذ الإيراني في مراكز قوته الأساسية في المنطقة كالعراق وسوريا ولبنان والتي يتواجد فيها حلفاء له يضمن لهم ويضمنون له حضورا قويا في الإقليم.

يعود ذلك إلى أن التشابك الجغرافي بين الأعراق والأديان في سوريا ، يعرقل أي مشروع طائفي فيها سواء كان ممسكا بالسلاح أو يبني نفوذ دولته على هذا الأساس ، وقد خُلطت أوراق الثورة السورية التي كانت كلها تتحدث بمنطق التخلص من النظام بأخرى تتحدث عن مستقبل كل عرق وطائفة على حده، وربط مستقبلها بمدى دعمها لهذا التيار المعارض للنظام. واستحوذت التفاعلات الإقليمية في دول الجوار على أجندة بعض قوى المعارضة التي ذهبت للحديث عن دولة مابعد بشار الأسد فيما راح الكل يبحث عن غنائم لم تسقط بعد، فاحتدم الصراع واستحال حربا؛ بل وبأيدي مسلحين أتوا بأجنداتهم ومعتقداتهم وأسبغوها على شعار سرعان ما اختفى “الشعب يريد إسقاط النظام “.

غير أن ما جرى في العراق واعتبره البعض مفاجأة؛ “أن يسيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل ويهدد بالزحف قدما نحو بغداد مستحوذا على مدن عراقية اخرى اثر انهيار امني وعسكري للقوات العراقية” ، قد يجر العراق لحرب طائفية أكثر ضراوة يجد فيها السنة والشيعة نفسيهما أمام مواجهة لطرفين متعادلين في أكثر الأحيان.

أي تنظيم هو ؟

تنشط جماعة دولة الإسلام في العراق والشام في العراق وسوريا؛ وتكوَن التنظيم عام ألفين وثلاثة عشر وخرج من عباءة تنظيم القاعدة في العراق، ومنذ ذلك الحين تنصل التنظيم من القاعدة، وأصبح واحدا من الجماعات الجهادية الرئيسية التي تقاتل القوات الحكومية في سوريا كما حقق مكاسب على الأرض في العراق.وليس معلوما حجم هذا التنظيم لكن يعتقد أنه يضم آلاف المقاتلين ومن بينهم الكثير من الجهاديين الأجانب.ويقود التنظيم أبو بكر البغدادي، الذي يرجح أنه ولد في سمراء، شمالي العاصمة العراقية بغداد، عام واحد وسبعين وانضم إلى المعارضة المسلحة التي اندلعت في العراق بعد وقت قصير من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام ألفين وثلاثة. ويعتبر البغدادي قائدا ميدانيا وخبيرا تكتيكيا، إذ يقول المحللون إنه جعل التنظيم أكثر جذبا لشباب الجهاديين مقارنة بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري.

تكمن قوة داعش في أنها تضم ثمانين بالمائة من المقاتلين الغربيين في سوريا، فيما يزعم التنظيم أن لديه مقاتلين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى، بالإضافة إلى الولايات المتحدة والعالم العربي والقوقاز. وعلى نقيض جماعات المعارضة المسلحة الأخرى في سوريا، يسعى تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام لتكوين إمارة إسلامية تمتد من سوريا إلى العراق. وحقق التنظيم نجاحات عسكرية كبيرة، ففي شهر مارس/أذار من العام الماضي سيطر على مدينة الرقة السورية، التي كانت أول عاصمة إقليمية تسقط في قبضة المعارضة السورية المسلحة. وفي يناير/كانون الثاني من هذا العام، استفاد التنظيم من تنامي التوتر بين الأقلية السنية في العراق والحكومة التي يقودها الشيعة من خلال السيطرة على مدينة الفلوجة ذات الأغلبية السنية في محافظة الأنبار غربي البلاد. كما استولى على قطاعات عريضة من مدينة الرمادي، وانتشر في عدد من المدن القريبة من الحدود التركية والسورية، وصولا إلى السيطرة الأخيرة على الموصل .

ولقد مثل انفصال تنظيم داعش عن القاعدة بعد تنصل الأخير منه مفارقة عجيبة في تاريخ عمل التنظيم الذي استحوذ على الزخم الأكبر عبر قتاله في سوريا ومحاولاته السيطرة على مدن توغلت فيها المعارضة السورية . ويفهم تنصل القاعدة من هذا التنظيم على أنه محاولة من القيادة المركزية للقاعدة للتأكيد في شكلٍ نهائي على مستوى معين من السلطة على الجهاد في سوريا. وقد ساد جو من التوتر داخل الحركة الجهادية في سوريا منذ أبريل 2013 ولا يزال سائداً حتى الآن، وفشلت القيادة المركزية للقاعدة في اتخاذ خط قوي. ومع ذلك فإن اندلاع القتال بين داعش وغيرها من الجماعات المتمردة السورية في الثالث من يناير جعل إصدار الظواهري والقيادة المركزية للقاعدة حكماً حاسماً مع نتائج دائمة أمراً لا مفر منه – وتم ذلك.

الموصل وما بعدها

من المعلوم أن الموصل هي ثاني أكبر المدن في العراق، وهي العاصمة السياسية والاقتصادية المزدهرة التي يسكنها العرب السنة في البلاد ويصل عدد سكانها إلى نحو مليون وثمانمائة ألف شخص. واستفاد تنظيم داعش من الصراع السياسي المحتدم في العراق في تقوية مراكز تواجده في البلاد منطلقا من قاعدة عسكرية يتخذها لإدارة عملياته من داخل سوريا في مدينة الرقة التي يسيطرعليها بشكل كامل. ووفق أقصى التقديرات فإن عدد المقاتلين الذين شاركوا في الهجوم على مدينة الموصل لايتعدى ثمانمائة مقاتل، بيد أن المفاجأة هي التي باغتت القوات الأمنية العراقية وجعلتها تفر من مراكز المدينة الحيوية إذ يبدو الهجوم محسوبا ومدروسا بالقدر الذي سهل له السيطرة على غرب المدينة ثم الوصول تباعا لمراكز الحكومة والشرطة فيها.

وثمة ما يعطي مؤشرا على أن القوات الأمنية العراقية آثرت ألا تدخل في معركة مع داعش إبان هجومها ، اذ أن التقديرات الحكومية العراقية تقول أن ما يفوق عدده خمسة عشر مرة على عدد المسلحين المشاركين في الهجوم من تنظيم داعش، كان متواجدا أثناء حصوله. وتشير الصور التي التقطت للمراكز الأمنية والحكومية في المدينة أن ملابس قوات الأمن ملقاة على الأرض بمايعطي انطباعا أن جميعهم قد لاذ بالفرار بلباس مدني إذ لم تعلن الحكومة العراقية عن مقتل جندي واحد لها في هذا الهجوم.

في السياق ذاته؛ يدشن تنظيم داعش في هذه الأثناء حملة سيطرة موسعة على البلدات والمدن على الطريق المؤدي لسوريا والأخر المؤدي لبغداد واضعا في اعتباره أن هجوما على بغداد لن يكون في مقدوره وإنما هي محاولة لكسب مساحات من الأرض قبل أن يتحرك الجيش العراقي “المنهك بالأساس” في تأمين العاصمة والمدن الأخرى التي تشهد اضطرابات أمنية بين الحين والأخر.

ومن ثم فإن مهمة القوات العراقية لأجل استعادتها السيطرة على الموصل ؛وهي المعركة التي لامفر منها لطبيعة المدينة ورمزيتها وموقعها الجغرافي المهم على طول الحدود السورية والتركية مع العراق، ستكون صعبة وستحتاج من رئيس الحكومة نوري المالكي أن يطلب مساعدة من قوات البشمرجة الكردية التي تحركت للسيطرة على كركوك لكن توتر العلاقات بين الإقليم الكردي والحكومة المركزية قد يصعب حصول ذلك.

خيارات المالكي

يريد المالكي بلاشك أن يستمع للمرة الأولى لمطالبات السنة في المحافظات التي ثارت ضد سياساته، بضرورة استعادة السيطرة على الموصل واستردادها من سيطرة التنظيم الذي لن تكون ممارساته متقبلة لدى سكان المدينة. كما يريد أن يرسل رسالة للغرب وخاصة الولايات المتحدة بأن الخلاف داخل العراق ليس سياسيا وإنما بين مؤسسات دولته وبين جماعات متطرفة تحاول السيطرة على أجزاء من البلاد في ظل وجود نزاع محتدم على حدودها داخل سوريا.

لكن نبأً غير سعيد قد تحمله الأيام للمالكي فرئيس الوزراء يدرك أنه المسؤول الأول عن كارثة العراق، وقد تمثل الإطاحة به تخفيضا لمستوى التأييد السني لتحركات المسلحين وعقد المصالحة؛ وهذا ما تفسره محاولاته المتكررة للتأكيد على أن ما يجري في العراق هو بأيدي قوى إقليمية كي يفتح بابا للدعم مع طهران التي ستكون ملاذه الوحيد في ذلك خاصةً وأن زيارته الأخيرة لواشنطن أعطته انطباعا بأن الولايات المتحدة غير راضية عن محاولاته العصف بخصومه واستعداء العشائر السنية.

لعبة النفط والنفوذ

عندما تكون كركوك حاضرة في المشهد، فإن عامل النفط لا ينبغي أن ينسى في إطار الحديث عن الصراع الدائر فكركوك محل نزاع دائم بين أطراف متعددة عبر التاريخ، وآخرها بين الأكراد والعرب والتركمان، فالمحافظة العائمة على أكبر بئر نفط في العالم، دائماً مثيرة للشهية؛ فمدينة كركوك القريبة من كردستان العراق، هي مركز محافظة كركوك العراقية، وإحدى أهم المدن النفطية في البلاد، بينما يشكل موقعها الجغرافي أهمية استراتيجية، إذ تربط بين نواحي محافظتي ديالى وصلاح الدين وأقضيتهما، مع القرى والبلدات الشمالية. وتبعد عن بغداد 255 كيلومتراً إلى الشمال.
ولقد منح هجوم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أكراد العراق فرصة السيطرة على منطقة متنازع عليها مع بغداد، من خلال قوات البشمرجة التي شغلت مكان الجيش العراقي الذي غادر المدينة أمس؛ وكركوك ليست وحدها محل نزاع مع الحكومة المركزية، بل هناك أيضاً مناطق في محافظة نينوى الشمالية وفي محافظتي صلاح الدين وديالى، التي ترتبط جميعها مالياً وإدارياً ببغداد، لكن هذه المدينة هي الأكثر جذباً للنزاع بين بغداد وأربيل، حيث يبدو لافتاً انتشار شعار الكرد الذي يقول كركوك قلب كردستان؛ كما أن حقول كركوك النفطية تتميز بغزارة إنتاجها وجودة نفطها؛ فهو يعتبر من النفط الخفيف القياسي الذي يحتوي على غاز اتش 2 اس، ما يستوجب معالجته قبل تهيئته للتصدير من خلال مجمع كبير متخصص لهذا الغرض.

وبذلك أصبحت المحافظة اليوم من أكبر المناطق الغنية بالنفط عالمياً، إذ تقدر كمية المخزون الاحتياطي لحقول النفط فيها بأكثر من عشرة مليارات برميل بقدرة إنتاجية قدرها سبعمائة وخمسين ألف برميل إلى مليون برميل يومياً.
وحتى الآن فإن وضع عامل النفط في الحسبان حين نتحدث عن الأزمة الحالية يبدو حاضرا على استحياء ، فقد يمثل سقوط كركوك في أيدي الكرد تأمينا أكبر لوضعها ولحقولها التي تعرضت على مدار السنوات الماضية لمئات الهجمات التخريبية.

وقد ترتفع أسعار النفط بشكل مؤقت متأثرة بالمخاوف من توقف التصدير العراقي وهو التوقف الذي يمكن لدول خليجية أن تسد العجز الذي سيسببه لكن الأمر سيغدو أزمة كبرى قد يكون لها تأثير في حسم موقف الولايات المتحدة إزاء ما يجري في العراق إذا ما سيطر تنظيم “داعش” على مصافي النفط الهامة وهو ما لم يحدث بعد .
واشنطن تعي الدرس

كما هو الحال مع كل أزمة تلعب فيها الولايات المتحدة دورا ، ينتظر الجميع تحركا سريعا من واشنطن للتعامل مع التطورات الأمنية خاصة وأن الأمر هذه المرة يتعلق بسيطرة تنظيم متطرف على ثاني أكبر المدن العراقية ، لكن واشنطن تبدو مدركة لطبيعة المشهد في العراق قبل الانتخابات العراقية بما يدفعها للانتظار والتفكير طويلا في حجم وطبيعة الدعم الذي تقدمه لحكومة المالكي .

تدرك واشنطن كذلك أن المالكي -بدلاً من التركيز على بناء الجيش تدريباً وتسليحًا- استخدم كل ما بيده من أدوات لاستهداف خصومه السياسيين لتعزيز السلطة وحماية نظام حكمه في ظل عدم ثقة خصومه به ؛ كما يبدو واضحا لدى واشنطن أن المالكي استعدى بصفة خاصة العشائر السنية في المحافظات الغربية والشمالية التي كانت العامل الحاسم في تغيير ميزان القوى ضد تنظيم القاعدة عام ألفين وسبعة بتشكيل مجالس الصحوة لطرد مسلحي التنظيم من مناطقها.

ويشير بعض المسؤولين العسكريين الأميركيين السابقين إلى رحيل الأميركيين دون توقيع اتفاقية امنية تتيح إبقاء وحدة من المستشارين والمدربين لمواصلة العمل، الذي بدأوه مع الجيش العراقي الجديد. ولكن غالبية المسؤولين الأميركيين الذين عملوا في العراق يتفقون على أن المشكلة الأكبر هي المالكي نفسه الذي بتركيز عملية صنع القرار بيده جعل من الصعب على الجيش العراقي أن يتحرك بسرعة ردًا على أي تطورات تحدث ميدانيًا.

وقال الجنرال جيمس دوبيك الذي أشرف على برنامج تدريب الجيش العراقي من عام ألفين وسبعة إلى العام ألفين وتسعة لصحيفة واشنطن بوست هذا الأسبوع: إن القادة العسكريين العراقيين كانوا في كثير من الحالات ينتظرون مكالمة من مكتب المالكي قبل أن يتمكنوا من تحريك جنودهم؛ كما أن القيادة العراقية لم تعرف مَنْ تبتعث للدورات العسكرية التي كان الجيش الأميركي ينظمها للضباط العراقيين. وقال الجنرال دوبيك إن مكتب رئيس الوزراء المالكي لا يستطيع أن يقرر مَنْ يرسل فكانت الدورات تبقى شاغرة؛ وحذر دوبيك كذلك من أن انهيار قوة قتالية في منطقة واحدة يمكن أن تنتشر عدواه بسرعة مضيفا أن المالكي يعرف أنه يواجه خطرًا وجوديًا وعليه أن يدرك أن حياته السياسية وحياته الجسدية في خطر.

كذلك دار جدل بين القادة العسكريين الأميركيين إبان تدشين خطة الانسحاب من العراق حيث تأمل البعض في أن يبقى نحو عشرة آلاف جندي لمساعدة القوات العراقية في تخطيط عمليات من النوع المطلوب لاستعادة مدن مثل الموصل والفلوجة، واستمرار العمل مع الجيش العراقي لبناء منظومات لوجستية تؤمن إبقاء العربات المصفحة والمروحيات جاهزة للعمل. ولكن إدارة أوباما قررت الانسحاب بالكامل مخلفة وراءها ثغرات خطيرة في قدرات الجيش العراقي.

وأمام كل هذا فإن واشنطن لن ترسل قطعا قواتها إلى العراق مرة أخرى وستنظر في خيارات بديلة؛ واضعة في اعتبارها أن الهدف هو عودة السيطرة للقوات العراقية على مدينة الموصل وليس تقوية المالكي الذي يستخدم كل أسلحته من أجل اضعاف خصومه. وقد تكون خيارات واشنطن متأخرة على عكس ما يظن البعض وستتحلى بمزيد من البحث عن التوابع المتوقعة من وراء ضربات جوية محتملة أو تحرك لدول الجوار في اطار حلف الناتو.

مراجع

الواشنطن بوست والنيويورك تايمز اعداد التاسع والعاشر والحادي عشر من يونيو
Behind the War on Terror by Nafeez Ahmed
War by Sebastian Junger
A Pretext for War by James Bamford
Deserter’s Tale by Joshua Key
The Puzzle Palace by James Bamford
Disarming Iraq by Dr. Hans Blix
The Rise of the Vulcans by James Mann
The Grand Chessboard by Zbigniew Brzezinski
The Prosecution of George W. Bush for Murder by Vincent Bugliosi
Our Endangered Values by President Jimmy Carter
Mission Accomplished by Christopher Cerf and Victor S. Navasky
محمد جبران
محمد جبران
باحث تسوية النزاعات الدولية جامعة جورج ميسن في واشنطن