كيف نبدأ عصراً جديداً؟ رحلة نحو التنوير

كيف نبدأ عصراً جديداً؟ رحلة نحو التنوير

نظم منتدى العلاقات العربية والدولية مساء السبت الموافق 11 من شهر أكتوبر الحالي ضمن برنامجه الدوري في المجلس الثقافي ندوة بعنوان "كيف نبدأ عصرًا جديدًا؟.. رحلة نحو التنوير" وذلك بالحي الثقافي بكتارا.

قدم الندوة الدكتور جاسم السلطان وهو مشرف مشروع النهضة وما يتعلق بها ويرأس حاليًا مؤسسة تنمية للدراسات والاستشارات، ويعمل مستشارًا استراتيجيًا للعديد من المؤسسات كما أن له العديد من المؤلفات المنشورة والتي تعكس اهتماماته الفكرية مثل: قوانين النهضة و أنا والقرآن، وغيرهما.

بدأ الدكتور جاسم السلطان كلمته بأن هذه الندوة هي محاولة للإجابة عن الأسئلة المطروحة في الساحة حول الأحداث الحالية من خلال تجربة مشابهة عبر التاريخ، ما الذي يحدث؟ وما الحل؟، وكيف لنا أن نفهم كل هذه المتغيرات من حولنا؟

وأشار إلى أن هناك قوانين عامة تحكم أي حراك بشري، وعلينا أن ننظر في الكون لنستخلص هذه القوانين. يتلخص ذلك في دعوة الله عزوجل لنا إلى البحث حين قال "قل سيروا في الأرض فانظروا".

وأكد أن الإشكاليات الموجودة في المنطقة والتي نراها في حجم التناقضات الموجود بين أفراد يظنون أنهم متشابهون ماهو إلا انعكاس لمنظومات الأفكار التي أدت بطبيعتها إلى اتخاذ قرارات أفضت بنا إلى هذا الواقع، علينا أن نفهم هذا الواقع ليكون دورنا بعد ذلك أن نحسن اللعب في ظل المتغيرات المتاحة لنؤثر في واقعنا ومستقبلنا دون أن يعوقَنا عن ذلك حجم المتغيرات المتاحة لنؤثر فيما حولنا، ثم علق بأن الإجابات التي التي طرحناها في مائة عام سابقة اتضح أنها غير نافعة لأنها لم تشكل حلولًا حقيقية؛ بدليل أننا لا نزال نراوح مكاننا إن لم يكن الحال أشدّ تراجعًا.

وأوضح أنه لابد من فوز الحضارة الإسلامية حين نقارنها بالغربية مادامت الأولى أسيرة فكر مثالي خيالي والثانية واقعًا، وبيّن أن الفضاء الديني يعيش ثورة صامتة على الأنساق التقليدية، تقارب واقع العصر وتشعر بألمه فتحاول أن تخرج بإجابات جديدة عن طريق طرح أسئلة.

ثم بين أننا الآن أمام فرصة للاطلاع على تجارب سابقة عاشت ما يشبه الحالة الموجودة عندنا ومنها التجربة الأوروبية، فالسفر إلى الشرق وحركة الترجمة واختراع الطباعة كان لها أثر في تحقيق تغيرات كبرى أدت إلى النهضة الأوروبية، ونحن الآن في منطقتنا العربية ازداد التواصل بيننا، وانتشر تعلم اللغات، ونشطت حركات الترجمة، ويمكننا هنا أن نعقد المقارنة لنستفيد ونخرج منها بحلول مجدية لواقعنا.

وأفاد الدكتور جاسم السلطان أن أول الأسئلة التي بدأت في اوروبا كانت تدور حول الدين، بين من يرونه أساس كل شيء وبين من يرونه قيدًا على كل شيء، ورافق سؤال الدين سؤال الإنسان، وما مساحة دوره في هذا الدين وماهي حقيقة الإله.

وفي قراءته للواقع أشار إلى أن ظاهرة دراسة المنطق والفكر الناقد تتسع الآن، لأن الإنسان يود فهم ما يدور حوله بشكل يجيب عن أسئلته، هذه التغيرات الفكرية في العمق تدفع ضريبتها على السطح الأحداث المؤلمة ويصحبها غالبًا الكثير من العنف، فحتى أوروبا نفسها لم تمر في طريق معبد أثناء تجربتها تلك، ففي ألمانيا استمرت الحرب الأهلية منذ 1568م وحتى 1648م.

وختم الدكتور جاسم سلطان ندوته بقوله: حين يسألني أحد هل أنت متفائل؟ أرد عليه: نعم أنا متفائل تفاؤلاً "علميًّا" والتفاؤل العلمي هو اعتراف بالمأساة الموجودة حاليًا لكنه في الوقت ذاته إدراك للفرص التي تنمو تحت السطح، فوسط هذا الموات هناك العديد من الأفكار الموجودة التي تبحث عن تربة وزراع.

[gallery size="medium" ids="7175,7176,7177,7178,7179"]

منتدى العلاقات العربية والدولية

fairforum.org