ندوة التطورات في اليمن

كتبت - منال عباس - الراية:
أكد عدد من الخبراء أن هناك محاولات لإجهاض الحوار والتسوية السياسية اليمنية خلال فترة الحوار الوطني، مشيرين إلى أن الحديث عن المشهد اليمني متقلب، ويمكن القول بأنه دخل في نفق الاحتمالات حيث بات الوضع الإنساني في اليمن ورقة دولية في ظل وجود مخطط دولي لرسم خريطة الدول.
جاء ذلك خلال ندوة نظمها منتدى العلاقات العربية والدولية، ناقشت التطورات التي حدثت في اليمن، وتداعيات الحرب وما أسفر عنها من انعكاسات سلبية على الجوانب الاقتصادية والإنسانية والأمنية، وركزت على محورين أساسيين، الأول تناول الجانب السياسي والآفاق المستقبلية للمشاورات السياسية والحل السياسي، فيما خصص المحور الثاني للحديث عن الوضع الميداني والأوضاع العسكرية وجبهات القتال وما آلت إليه المعارك في الجبهات المختلفة.
وتحدث في الندوة التي أقيمت مساء أمس الأول بكتارا المحللان السياسيان أحمد الشلفي وحمدي البكاري، بحضور نخبة من المهتمين بالشؤون السياسية والعلاقات الدولية، حيث استعرض الأستاذ أحمد الشلفي المشهد السياسي وانعكاسه على المشهد الميداني، وقدم حزمة من المقاربات والقراءات لما يدور داخل الساحة السياسية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وأشار هنا إلى التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وقال إن الحديث عن المشهد اليمني متقلب، ويمكن القول بأنه دخل في نفق الاحتمالات، ولفت إلى أن يوم ١٧ يناير يصادف الذكرى السادسة لثورات الربيع العربي الشبابية، منوهاً بثورة فبراير التي جمعت كل اليمنيين ووصفها بالثورة السلمية التي أبهرت العالم، وفي المقابل أشار إلى الثورة المضادة التي حدثت كارتداد لما حدث في ثورات الشباب، سواء كان في اليمن أو مصر وتونس وليبيا وكل بلدان الربيع العربي.
-
أحمد الشلفي:
-
ثورة الشباب خلقت الحراك السياسي
قال أحمد الشلفي إن ثورة الشباب هي التي خلقت هذا الحراك السياسي الانتقالي عند اليمنيين، وأشار إلى دخول الحوثيين في التسوية السياسية الانتقالية، وغيرهم من الأطراف بما فيهم حزب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ويرى أن الثورة المضادة تعتبر جزءاً من مؤامرة كبيرة سواء من بعض الدول الإقليمية أو المنظمات، وأضاف إن ما يحدث حالياً يعتبر نتيجة لتلك الصحوة التي حدثت في ٢٠١١، وأن المشهد اليمني أصبح نموذجاً لكثير من المشاهد حيث أنها استطاعت عبور هذا النفق المظلم.
وأشار الشلفي إلى المبادرة الخليجية، وقال إن اليمنيين حاولوا عبور هذه الأزمة من مؤتمر الحوار الوطني، الذي مثلت فيه كل الشرائح اليمنية، حيث مثل الحوثيون الحراك الجنوبي، وكان هناك شهود دوليون على مخرجات الحوار الوطني، وهو مايسمى بالاتفاق المحلي والإقليمي والدولي، وقال إن ذلك يعتبر جزءاً من الانتقال والتغيير، ولفت إلى أنه وفي جميع الثورات العربية لم تكن لدى الشعوب ثقافة الثورة وكانت الرؤية مخملية عن هذه الثورات، وقال إنه وخلال فترات الحوار الوطني كانت هناك محاولات لإجهاض هذا الحوار والتسوية السياسية، وبعد عام من الحوار خرجت الوثيقة التي كان ينتظرها اليمنيون وتتمثل في الدستور الذي جمع كل أحلام اليمنيين من أجل الهوية الوطنية الجامعة والرؤية المتفق عليها، وذلك كله باتفاق محلي إقليمي ودولي.
-
ثلاثة محاور للصراع في المشهد اليمني
وأضاف أحمد الشلفي: لم يكن متوقعاً من الحوثيين وجماعة الرئيس المخلوع صالح أن يقدموا على هذا العمل العسكري الذي يعتبر انقلاباً على مخرجات الحوار الوطني، ولكن يبدو أن هناك تآمراً حقيقياً على الدولة والحوار الوطني الجامع، إلى أن جاءت الحرب، وقال: عندما بدأت عاصفة الحزم كانت مفاجئة للكثير من المراقبين، ونوه بحدوث صحوة في المنطقة، واستعرض الشلفي محددات الصراع في المشهد اليمني ضمنها في ثلاثة محاور، الأول يتحدث عن الموقع الاستراتيجي المهم، والمحور الثاني هو الإقليمي، والثالث هو محور ما يسمى بالصراع بين المركز والأطراف.
-
حمدي البكاري:
-
مخطط دولي لرسم خريطة الدول
تحدث الأستاذ حمدي البكاري عن الواقع الميداني، موضحاً أن المشكلة اليمنية ليست جديدة وهي امتداد تاريخي، وقال إن المشكلة في الصراعات التي حدثت عبر التاريخ أنها لا تتوقف إلا بانهيار الدولة، وقيام دولة جديدة، بمعنى أن الدولة كانت ولا تزال غائبة في كل الصراعات اليمنية، على عكس ما يحدث في كثير من الدول الأخرى حيث تظل الدولة ثابتة بمثابة الجسم الحامل لكل الصراعات، وهذا الذي يناضل من أجله اليمنيون منذ فترة طويلة، وأضاف موضحاً أن المعركة في اليمن معقدة، وهناك مبالغة في التفاؤل وسط العامة.
وأشار إلى أن هناك مخططاً دولياً يحرك اللعبة لرسم خريطة الدول، لافتاً على سبيل المثال لما يحدث في سوريا.
-
المجتمع والمنظمات الدولية منافقة
شدد البكاري على أن نضالات اليمنيين تهدف إلي بناء الدولة ومشروع وطني وهوية وطنية، وتساءل لماذا تمت إعاقة نضالات اليمنيين من قبل الحوثيين؟ ويقول إنهم يرون أن الثروة والسلطة تؤخذ بهذه الصورة دون مراعاة لمصلحة المواطنين، وبالتالي لاسبيل لهم سواء الحكم بهذه الطريقة العسكرية، ولفت إلى أن الكلفة الإنسانية باهظة في هذه المعركة، وهناك نحو 6 ملايين شردوا ونزحوا في إطار داخلي وخارجي.
-
2023-01-08 مؤتمر الترجمة وإشكالات المثاقفة (9)
-
2022-02-28 يوميات جوردون في الخرطوم
-
2022-01-18 عن المثقف الإسلامي والأمراض العربية
-
2022-01-18 تهافت الفلاسفة