ثورة تشرين/ أكتوبر 2019 في العراق
عقد منتدى العلاقات العربية والدولية مساء يوم الثلاثاء، 24/ديسمبر، محاضرة بعنوان "ثورة تشرين/أكتوبر 2019 في العراق ومسار الانتقال الديمقراطي في العالم العربي"، قدمها الدكتور حيدر سعيد، الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ورئيس تحرير دورية سياسات عربية. استهل الدكتور حيدر المحاضرة بتقديم تاريخ موجز للاحتجاجات في العراق منذ 2009م، منبّهًا إلى أن مسيرة الاحتجاجات تعد في نظره ردة فعل من قبل العراقيين إزاء الغزو الأميركي للعراق في نيسان 2003، ومشيرًا إلى أن حقيقة زوال دكتاتور على يد قوات أجنبية لم تغادر الذاكرة العراقية. كما نوه إلى ضرورة فهم طبيعة الدولة في العراق طوال نصف قرن من تاريخه الحديث، وأنها دولة ريعية خاصة إبان حكم حزب البعث. وأضاف إلى أن الاحتجاجات التي سبقت ثورة تشرين/ أكتوبر الحالية كان يجمعها أنها احتجاجات على غياب الدولة. لذلك، كانت العلاقة بين حضور الاحتجاجات في العراق، طوال العقد الماضي، وحضور الدولة علاقة عكسية، تخفت وتيرة الاحتجاجات متى ما كان حضور الدولة قويًّا.
وقد أشار الدكتور حيدر إلى أنه يفضل تسمية ما حدث في العراق مؤخرًا "ثورة"؛ لأنها كذلك من ناحية بنيتها، بغض النظر عن طبيعة المخرجات التي لم تتبلور بعد. منبّهًا كذلك إلى أن هذه الثورة كانت عابرة للطوائف، لم يقع المشاركون فيها في شرك الاحتراب الطائفي. وقد شدد على ضرورة تنظيم الثوار لأنفسهم لدفع أهداف الثورة قدمًا، خاصة أن النظام الذي يواجهونه، ومعه شبكة المصالح الواسعة التي ربطته بفصائل من خارجه، هو في حالة تنظيمية تحتاج إلى مستوى مكافئ من الاحتجاج المنظّم. كما أشار إلى أن اجتماع أصوات العراقيين والتفافهم حول الثورة هو لمصلحة الثوار في تنظيم صفوفهم بشكل أفضل. وذكر مثالاً على وحدة الصف العراقي أن كثيرًا من العراقيين خارج العراق شرعوا يرسلون الأموال مساعدة ودعمًا للثورة.
ختم الدكتور حيدر محاضرته باستشراف للمشهد العراقي في المستقبل القريب؛ حيث توقّع أن يقدم النظام مساومات للحفاظ على أكبر قدر من مصالحه، والحد من خسائره في ظل شبكة زبائنية تربط النظام بكثير من القوى والفصائل العراقية.
-
2023-01-08 مؤتمر الترجمة وإشكالات المثاقفة (9)
-
2022-02-28 يوميات جوردون في الخرطوم
-
2022-01-18 عن المثقف الإسلامي والأمراض العربية
-
2022-01-18 تهافت الفلاسفة