جون جاى. ميرشايمر
13\2\2014
منذ أوائل عام 2011، استحوذت التطورات السياسية في مصر وسوريا مرارا على اهتمام النخب السياسية في وزارة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي. وقد حاولت إدارة أوباما توجيه الموقف السياسي المضطرب في مصر ما بعد مبارك، وانخرطت بصورة أكبر في الحرب الأهلية الدموية في سوريا، حيث تساعد في تسليح بعض القوى المعارضة لنظام الأسد، بعد أن كاد الرئيس أوباما يهاجم سوريا مباشرة إثر استخدامها الأسلحة الكيماوية في آب/أغسطس 2013. كما تشارك واشنطن حاليا بشكل فاعل في الجهود الرامية إلى تحديد مواقع مخزونات الأسلحة الكيماوية السورية وتدميرها.
تعكس تلك الطريقة في الاستجابة للأحداث ثلاثة معتقدات شائعة حول مصر وسوريا: الأول، أن البلدين يمثلان أهمية استراتيجية كبرى للولايات المتحدة، وثمة مخاوف عميقة من أن عدم قيام إدارة أوباما بمعالجة المشكلات التي تعصف بهذين البلدين سيؤدي إلى إلحاق ضرر كبير بالمصالح الأمريكية الحيوية. الثاني، أن هناك أسبابا أخلاقية ملحة تدفع لتدخل الولايات المتحدة في سوريا، يتمثل أحدها بصورة رئيسة في وقوع أعداد كبيرة من القتلى المدنيين. والثالث، أن الولايات المتحدة تملك القدرة على التأثير في السياسة المصرية والسورية بطرق مهمة وإيجابية، عبر ضمانها، في المقام الأول، تولى الشخص المناسب زمام المسؤولية في القاهرة ودمشق.
